سُئل فولتير عمن سيقود الجنس البشري؟ فأجاب: ”الذين يعرفون كيف يقرؤون”, بالطبع فالقراءة تحدد موقعنا بين الشعوب, تصقل هوية أجيال جرفتها الحداثة الواهية لتستعيد الأمور نصابها فقد صارت حاجة لا ترفيه كجسد يحتاج الغداء هنالك روح وفكر تتعطش المعرفة وتسعي للارتقاء. إن الشعب الذي لا يقرأ، لا يستطيع أن يعرف نفسه، ولا أن يعرف غيره, فالقراءة هي التي تقول لنا :هنا وقف السلف من قبلكم، هنا وصل العالم من حولكم، من هنا يجب أن تبدؤوا؛ لكي لا تكرروا الجهود التي سبق أن بذلها الآخرون، ولا تعيدوا التجارب التي مروا بها، ولا ترتكبوا الأخطاء التي ارتكبوها كما جاء في القراءة أولاً لمحمد عدنان . القراءة منهج يسمح لك أن تنهل من كل نبع, أن تتبع أي فوج تشاء وبما أن الإنسان كائن اجتماعي بطبعه، يسعى للتواصل مع الآخرين لأغراض متعددة؛ من التعليم و التعلم, النفع و الانتفاع, التأديب و التأدب, الاستئناس و الإيناس, نيل الثواب و أنالته ثم التواضع و التجارب وهي من موجبات المخالطة كما أن ”العزلة بغير عين العلم زلّة وبغير زاي الزهد علّة” كما ذكر في كتاب العزلة والانفراد. أما العزلة المتزنة برفقة القراءة فهي بهجة النفس ومنفعة العقل و حيث أشار اتحاد المعلمين الأمريكيين في أدبياته حول القراءة إلي انه ”ليس هنالك مهارة من مهارات التفكير تحتاج إلي تعليم وتنمية أكثر من القراءة أنها السبيل لكل معرفة أخري” وسعياً نحو المعرفة انبثقت ظاهرة شبابية مفرحة كعلاج للعزلة الاجتماعية المصاحبة للوسائط الأثيرية بمفارقة محتوياتها من هشاشة السطحية المغرية إلي تعقيد الواقع وضخامة المعرفة المخفية تشكلت مجتمعات شبابية تدعو للقراءة أولاً وكناتج لوعي طبيعي تفرعت عنها إبداعات اشمل بدأت بدعم المجتمع و السوداني خاصة من جميع المجالات بداية بالاهتمام الفكري و الثقافي, الإبداعات الشبابية والمبادرات الإنسانية التي تحمل الشباب نحو مستقبلهم وتزيل عقبات مداركهم ليكونوا سنداً لأمة خير وقدوة معافاة يحتذي بها. العزلة الحقيقية لا تعني الابتعاد عن البشر فلابد للناس من الناس وأن كان ”نعم صومعة المرء بيته, يكف بصرة وسمعة” كما قال طاوس, بل هي أن تخلو بيومك دون كتاب وكيف يعتزل من له حياة معمر؛ جاب الكون أجمع فأدرك طوفان نوح, هزم أساطير البحار السبع واعتصر خلاصة العارفين من أهل الفطن و المحن وصولاً لأسرار الكلمة "أقرأ" كما أنزلت في الكتاب المجيد
#حياه
السبت، 7 يناير 2017
هل القراءة عزلة؟
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق