السبت، 29 أغسطس 2015

رفيق اللحظات

مر الوقت وانتهت رحلتي وها أنا عائدة بذكريات لا حصر لها 
مواقف ضحكات ,دموع غرباء ,معارف, إخوة وأصدقاء أضيفوا لصفحات حياتي 
علاقات جديدة مميزة وعلاقات مرحلية لكنها جزء لا يمكنني نسيانه
 حتى وان وضعته في سله المهملات,
منذ أن استيقظت صباحا مدركة إنها أخر اللحظات هنا ومزيج من الأحاسيس تجتاح أفكاري
 كيف أودعهم؟ 
متى سألتقيهم؟ ماذا سآخذ معي؟!
 لكن سرعان ما مضي الوقت وحانت اللحظة وطل الوعد بلقاء آخر .
هديه إلي صديقتي الجديدة و بطاقة عليها " سأشتاق إليك والي طيبة قلبك وضحكاتي معك وهذا تذاكر مني إليك فكلما تستمعي إلي تلك الأغاني تذكري تعليقاتي واضحكي " 
و كأنني هاربة اخرج مسرعة وأصيح سنلتقي قريبا 
بمجرد أن أغلق الباب ورائي شي من الحنين راودني
 لكن دوافعي للذهاب اقوي و أملي في العودة كبير.
تذكرة لشخص واحد ومكان لحقيبة واحدة و حقيبة أخري في يدي لم أشاء أن أبعدها عني جلست قليلا و أخبرته إنني مغادرة فتمني لي رحلة سعيدة . 
يرهقني السفر لكن مع كل فوائدة يحمل فائدة إضافية تلك الوصايا والكلمات الرقيقة أحيانا ابدي إعجابي بها و أحيانا ادعي أنها مملة وأنني أحفظها و أتذمر منها, لكنني أحب سماعها رغم كل شي فهي ما يسعدني ويطمئنني و كأنه عن يميني يأخذ بيدي ويرشدني فأحس أنني كل مايملك لكن المقعد بيميني لازال فارغا و أوشك الباص علي المغادرة.
ست وعشرين عاما الق الشباب و لذة الحب وحكمه سابقة لأوانها أبداها لأجل حب حياته وعائلته عندما تخلي عنها لابن عمها و أخيه من عمه, متجاهلا العنصرية, متقبلا تسلط والدتها و تجاهل من حولهم لعشق الطفولة وتأخر اعتراضهم وربما تحديهم , 
لطالما أحببتها و رعيتها خطوة بخطوة وتخليت عن الكثير لأجلها ويبقي الأمر تخلي عنها.
 منذ مولدها وهي فرحة حياتي كبرت أمام عينيي بين يدي لكن الأقدار 
– يرن هاتفي هاهو هنا يملا صوته قلبي دفئا وسكينة ولازلت علي الطريق-
 نصيحة من قلب احتجز ماساته وتقبل الواقع, إن كان يحبكي  حقا فاخبريه أن لا يتأخر فكل يوم له مفهوم مختلف ولا احد يدرى أي ريح قد تعصف ,
لكن ثقتي بنفسي اقوي من خوفي فانا لأجله ومنه.
 لكنها انتظرت قرارك ونفذت رغبتك بان تكون لغيرك لا ادري أيهما اقسي إصدارك القرار أو تنفيذها؟ ربما وثقت بك أكثر من نفسها وانتظرتك لأخر لحظة أو أنها أرادت أن تعاقبك و لربما كان يائسا وانتحارا
 – تعطل الباص وتوقف هاتفي عن الرنين لما أشاء أن أقلقك علي فكلها لحظات وتحل المشكلة- 
فجاه تحول الجميع إلي خبراء بالميكانيكا و القيادة لكنه يعتذر ويمتنع عنه التفاؤل و يتساءل هل يمكن إن نمضي قدما إذ إن مثل هذي المشكلات تحتاج لوقت؟ 
لكنه سؤال اغرب من أن يجاب عنه وبدا الأمر واضحا عندما اعتذر, 
لكنه عاد ليتساءل هل يمكن يمضي بدوني دون أن تغضبي 
لا ادري لماذا تظن انك المسئول عن كل شي ؟! أو ربما هي حرارة الشمس خارج الباص ؟! عاد كل شي طبيعيا وتحركنا من جديد غفي قليلا وتركني أفكر
 كيف تركبت هذه الشخصية أو ربما تعقدت
 – يعود هاتفي إلي ليخرجني من هذه الأجواء-  
تمنيت ألا يستيقظ إلا بعد وصولي وكأنه يسمع أفكاري استيقظ ليعرف قبل أن أخبره أنها أخر اللحظات ربما بدا علي الاستعداد وما كنت لارفض الاجابه وقتها وصلنا ؟! نعم أنا وصلت .
 هل يمكن أن احصل علي رقم هاتفك ؟ أسفه لا يمكن . 
ما كنت لآخذه ولو أعطيتني إياه فعندما كنت تتحدثين عبر الهاتف تذكرت شخص اعرفه وفهمت كم يحبك وكم هو غيور وما كنت لا أكون الطرف الثالث , 
توقف الباص فوقف ليتمني لي السلامة وفعلت مثلها وكم تمنيت لو تمنيت له السعادة أيضا . وصلت وكان حرارة الشمس بددت كل شي سوي قليل من التساؤلات, 
هو تركها ؟ 
هي اختارت؟
 العلاقات الأسرية أهم من كل شي؟
 كيف تقسو أم ؟
 ما هو الأهم والمهم ؟ . 
رفيق اللحظات الجالس بيميني لم أرك من قبل, 
ووصلت وأنا أعرفك, بأي دافعا أدخلتني حياتك؟ آو ربما قصتك لا ادري!. 
علي الهاتف حبيبي لقد وصلت أراك بعد قليل 
لن تصدق أي قصة سمعت اليوم 
سأخبرك عن رفيق اللحظات . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق